الرحلة العراقیة (محمد هارون): تفاوت میان نسخه‌ها

...فإنّه کلّما مضى ثلثا اللّیل ارتقى المحیعل على المنارة، ونزعَ عنه شعار (ثیاب) اللّیل و دِثاره، أخذَ ینشِدُ أبیاتاً تُحیی میتَ القلوب، و تُشفی الفؤاد المکروب، تبعث النفس على خلع الدَّعة، و تحدوها إلى ذکر مَن بیده ناصِیةُ الضّیق والسَّعة، توقِظ الرّقودَ على مِهاد الغفلة، و تُذکِّرهم أیّام المُهلة، وربّما یصرف عنانه إلى المناجاة، و یَعطف لسانه إلى المناداة، و کثیراً ما ینشد هذه الأبیات، التی هی أرقّ من ماء الحیاة، و ألطف من نسیم الغداة{{یادداشت|مطلع شعر، «لَکَ الحَمْدُ یا ذا الجودِ والمَجد و العُلى/تبارکتَ تُعطی مَن تشاء وتمنع» است. <ref>الرحلة العراقیة وصف أدبی و تاریخی للعتبات المشرقة، ص۱۰۲.</ref>}}